كيفَ استثمر اموالي ، سؤالٌ يتكرر طرحهُ كثيراً. فدعونا في هذا المقال نجيبُ عن هذا السؤال. سنفترض أننا لا نمتلكُ رصيداً للبدء بالإستثمار. على سبيل المثال، كشابٍ في مقتبل العمر وفي بداية مشواره المهني.
حيثُ سنعتمد على الدخل الوظيفي فقط. وهوَّ الأمرُ الذي نتشارك في إمتلاكه جميعاً. فهلمُ بنا في رحلة الإجابة عن سؤالنا الجوهري كيف استثمر اموالي .
كيف استثمر اموالي
أولاً: الحصول على رأس المال:
لكي نبدأ بالإستثمار، علينا بالحصول على رأس المال. إما من خلال عملية الإدخار على المدى الطويل أو عن طريق إيجاد مصادر تمويل أخرى متاحة.
الإدخار:
يتم ذلك بوضع إستراتيجية فعالة لإدارة النفقات، وفق خطة واقعية قابلة للتنفيذ، بالطبع سنحتاج لتعديلها مراراً وتكراراً خلال فترة زمنية لا بأس بها حتى نصل في نهاية المطاف إلى معادلتنا المُثلى. فهدفنا المنشود هو توفير مبلغ للإدخار بشكل ثابت لإستثماره في المرحلة القادمة. فمن خلال تحديد الإحتياجات الأساسية للمعيشة وتلك الكماليات التي يمكن التقليل منها أو الإستغناء عنها. سنستطيع الخروج بموازنة شهرية للإنفاق. أو لنسلك الطريق الأخر والذي لا مرونة فيه وهو إستقطاع مبلغ ثابت من دخلك الشهري لتقوم بإيداعه في حسابك البنكي والذي لن يتم السحب منه بأي حالٍ من الأحوال.
مصادر أخرى للتمويل:
- القروض البنكية.
- الإقتراض من الأقارب والأصدقاء.
- البحث عن شريك لك في الإستثمار.
- الحصول على تمويل من المنظمات الخيرية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ثانياً البدء بالإستثمار:
للبدء بعملية الاستثمار علينا معرفة كيف سنقوم ببناء محفظتنا الإستثمارية وتنويع الاستثمارت فيها، وذلك بما يتوائم مع أهدافنا. فهناك من يسعى للربح السريع والبعض الأخر هدفه الربح على المدى الطويل وهذا يعود إلى نظرتنا وخبرتنا في الحياة. ولكن لنضع نصب أعيننا قاعدة ذهبية تقول (عوائد أكثر تعني تحمل مخاطر أكبر). إذاً كيف استثمر اموالي دون المجازفة أو تحمل نسبة مخاطر عالية؟
يمكننا تقسيم المحفظة الإستثمارية إلى قسمين:
- الإستثمار في مجال الأسهم والبورصة.
- الإستثمار في مجال السندات.
فكلما زادت نسبة الأسهم في محفظتنا الإستثمارية كلما كانت المخاطر أكبر والعوائد أكثروالتدفقات المالية أقل إنتظاماً والعكس ينطبق عند الاستثمار في السندات والتي تتسم بمخاطر وعوائد أقل وتدفقات مالية ثابتة.
إذن كيف استثمر اموالي ؟ هُنا تأتي الحاجة لتحديد هدفك الإستثماري أكان قريب أم بعيد المدى، لتحدد كم نسبة الاستثمار في كل مجال، ولتقسم محفظتك بالشكل الذي يتلائم مع خبراتك الحياتية، ومعرفتك بسوق المال والأعمال، بل وحتى في صفاتك الشخصية، فعلى سبيل المثال إن كُنتَ من النوع المقامر والعنيد فقد يحمل الاستثمار بمجال الأسهم مخاطر عالية بالنسبة لك.
يقول وارن بافت “لا يجب أن تكون عبقرياً لكي تحسن الإستثمار”. عليك فقط أن تكون واعياً وحصيفاً، فلا تغامر أو تراهن برأس مالك الإستثماري، ولا تسعى لتحقيق الربح السريع المنوط بمخاطر عالية ولتكن إختياراتك مدروسة. فالاستثمار كأي مجال يحتاج الى دراسة وتعمقٍ وفهم، لتتمكن من سبر أغواره، أما توصياتنا بخصوص السؤال المطروح ابتداءً كيف استثمر اموالي نستطيع الإجابة عنه في السطور التالية.
كيف استثمر اموالي
- خصص جزاءً كبيراً من محفظتك للإستثمار في مجال السندات، فكونه استثماراً ريعهُ ثابت واقل مدخولاً مقارنة بمجالات استثمارية أخرى، إلا أنه يعتبر من الاستثمارات الأمنة.
- يمكنك تخصيص نسبة أقل منها في مجال الأسهم والبورصة، هذا بالطبع بعد تدربك على هذا المجال بالشكل الكافي. حيثُ تستطيع استخدام منصات التداول الرقمية، وذلك بدخولك على الوضع (التجريبي/ التدريبي) والتي تتيحهٌ عدد من تلك المنصات الرقمية كمنصة E-toro. حيث يمكنك الإستثمار بمبلغ وهمي – غير حقيقي – وتتدرب على عملية الشراء والبيع في الأسهم ومتابعة حركة الأسهم إرتفاعاً وإنخفاضاً لتقرر بأسهمك متى تبيع هذا أو تشتري ذاك. وفي ختام التدريب ستحقق إما ربحاً أو خسارة ولكنها في النهاية ستظل النتيجة غير حقيقية، أي أنك لم تدخل بأموالك لتخاطر بها. وبعد أن تتأكد بأنك قد تمكنت من فهم الأسس لهذا المجال ابدأ إستثمارك بمبلغ ٍ يمكنك تحمل خسارته، لتكون في تجربة واقعية لتقرر بعدها إن كنتَ تريد الاستمرار في سوق الأسهم والبورصة.
- يمكنك أن تبحث عن مصدر أخر لإستثمار أموالك كشراء الذهب والمعادن الثمينة، أو فتح مشروعك الخاص، ولا تنس أن تخصص جزءً من ذلك في أعظم استثمار لنا، ألا وهو الإستثمار في أبنائنا.